تفسير
رؤيا يوحنا اللاهوتى لنيافة الأنبا / موسى أسقف الشباب
****************
مقدمة :
*****
مع أن الغالبية من المؤمنين لا تدرس سفر الرؤيا بحجة أنه سفر غامض ، وبرغم البركة المدونة فيه " طوبى للذى يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ، ويحفظون ما هو مكتوب فيها لأن الوقت قريب ( رؤ 1 : 2 ) ... مع هذا كله يبقى سفر الرؤيا سفرا أساسيا فى إيماننا ، وفى تعزية نفوسنا أثناء رحلتنا من الأرض إلى السماء ....
إن هذا السفر النبوى ، يشرح لنا بطريقة شفرية معالم طريق الكنيسة وبالتالى طريق المؤمن ، وهو يوضح أن فى مسيرته المباركة من الأرض إلى السماء هناك مصادمات كثيرة ، واضطهادات وقوى مختلفة ، ستحاول النيل من كنيسة المسيح ، لكن هيهات لأن وعده أثبت من الجبل : " إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها " .. وما هذا السفر الخالد إلا شرح لهذه الآية وتأكيد لهذا الوعد ، لكن .. لماذا قصد الوحى الإلهى أن يكون سفر الرؤيا بهذا الأسلوب الشفرى الغامض ، وما المعنى الكامن وراء هذه الصور المختلفة التى يقدمها ؟ ... هذا موضوع دراستنا بمشيئة الله
أقسام السفر
ينقسم سفر الرؤيا إذن إلى سبعة أقسام ، كل قسم منه عبارة عن رؤيا كاملة ، وكما نرى فالرؤيا الأولى هى " الكنيسة على الأرض " والأخيرة هى " الكنيسة فى السماء " وما بنها رؤى تشرح رحلة الكنيسة من الأرض إلى السماء خلال صراعات متعاقبة مع قوى الشر ، والكنيسة تنتصر دائما بقوة فاديها .
الرؤى السبع :
الأولى : الكنيسة على الأرض : ( ص 1 – 3 ) .
الثانية : الأختام السبعة : ( ص 4 – 7 ) .
الثالثة : الأبواق السبعة : ( ص 8 – 11 ) .
الرابعة : المرأة والتنين والوحشان : ( ص 12 – 14 ) .
الخامسة : الجامات السبعة : ( ص 15 – 16 ) .
السادسة : سقوط بابل والملك الألفى : ( ص 17 – 20 ) .
السابعة : الكنيسة فى المجد : ( ص 21 – 22 ) .
الرؤيا الأولى
الكنيسة على الأرض
الأصحاحات 1 – 3
1- المسيح المجيد
2- رسائل لأربعة كنائس .
3- رسائل لثلاثة كنائس .
فكرة عامــــــــــــــة :
هذه الرؤيا تخص الثلاثة إصحاحات الأولى ، وفيها يرى الرسول يوحنا وهو يوجه من السماء رسائل إلى " الكنيسة على الأرض " ،
ومع أن الرسول قد حدد أسماء الكنائس وأماكنها إلا أن الشراح رأوا فيها ثلاثة اتجهات للتفسير :
( 1 ) التفسير المحلى : أى أن الرسول كتب إلى هذه الكنائس بذاتها فى عصرها فى أماكنها .
( 2 ) التفسير العام : يرى أن رقم " 7 " هو عدد الكمال ، والمقصود بالكنائس السبعة إذن الكنيسة فى كل العصور وفى كل الأماكن .
( 3 ) التفسير المرحلى : يرى أن هذه الكنائس السبع تمثل سبعة مراحل أو عصور فى تاريخ الكنيسة المسيحية ، ويجرى هذا التصور على النحو التالى :
1- كنيسة أفسس : تمثل عصر الرسل .
2- كنيسة سميرنا : تمثل عصر الشهداء .
3- كنيسة برغامس : تمثل عصر المجامع .
4- كنيسة ثياترا : تمثل عصر المظهرية فى العصور الوسطى .
5- كنيسة ساردس : تمثل عصر الأصلاح فى أوربا .
6- كنيسة فيلادلفيا : تمثل عصر التقارب المسكونى الحالى .
7- كنيسة لاودكيا : تمثل عصر الأرتداد آخر الأيام .
لا شك أن الثلاثة اتجاهات فى التفسير يمكن الأخذ بهم ، ولا شك أننا نستطيع أن نأخذ منها دروسا للكنيسة العامة .
الأصحاح الأول
المسيح المجيد
أعتاد يوحنا – أثناء حياة الرب فى الجسد على الأرض – أن يتكىء على صدره الحنون ولكنه سنراه فى هذا الأصحاح فى وضع مهيب ومجيد لدرجة أنه سقط عند رجليه كميت ، أليس لهذا السبب قال الرب لتلاميذه ، أبى أعظم منى ! أى أن المجد السماوى الذى للأقانيم أعظم بما لا يقاس بصورة تواضع الأبن وهو آخذ صورة عبد ، وفى الهيئة كإنسان .
وينقسم الأصحاح إلى :
1- الأفتتاحية : ( من عدد 1 – 3 ) .
2- الراسل والمرسل إليهم : ( من عدد 4 – 8 ) .
3- التكليف الإلهى ليوحنا : ( من عدد 9 – 11 )
4- المسيح المجيد وسط المنائر : ( من عدد 12 – 20 ) .
أولا : الأفتتاحية : ( 1 – 3 ) .
فى هذه الأفتتاحية يتحدث الرسول عن أن هذا السفر هو اعلان أى يكشف القناع أو يزيح الستار ، فهو سفر الأسرار يكشفها الله لعبده يوحنا ولنا بالتالى .
ثانيا : الراسل والمرسل إليهم : ( 4 – 8 ) .
الراسل : هو يوحنا بن زبدى كما أسلفنا .
المرسل إليهم : أساقفة الكنائس السبعة فى آسيا الصغرى معقل المسيحية فى ذلك الوقت ، حيث أفسس مكان استقرار الرسول الوحيد الباقى من تلاميذ المسيح طوال الربع الأخير من القرن الأول الميلادى .
سلام من الروح القدوس :
- من الكائن والذى كان والذى يأتى : أى من الآب ، لأنه الكائن بذاته واجب الوجود ، وأصل كل الموجودات .
- ومن السبعة الأرواح : الأرجح أنها إشارة إلى الروح القدس الكامل ( رقم سبعة ) ذلك لأن أسم السيد المسيح سيرد بعد ذلك فى التحية ، ومن غير المعقول أن يرد قبله أسم الملائكة ، أما القول بأن المسيح " وضع قليلا عن الملائكة " فمردود عليه بأن ذلك كان خلال تجسده على الأرض ، أما الآن فهو فى المجد ، ويستحيل أن يأتى أسمه بعد أسم رؤساء الملائكة .
- ومن يسوع المسيح : وهنا يدعوه " الشاهد الأمين " لأنه هو الذى كان فى حضن الأب ثم خبرنا بكل شىء ، " البكر من الأموات " لأنه باكورة الراقدين ، أول من قام بنفسه ، قام ولن يموت ، وقام ليقيمنا معه كبكر بين أخوة كثيرين دخل إلى السماء " كسابق لأجلنا " ( عب 6 : 20 ) .
" جعلنا ملوكا وكهنـــة " :
ملوكا : أى اعطانا طبيعة جديدة متحررة من حتميات الأنسان العتيق وعبوديته المرة ، فصرنا ملوك ذواتنا بنعمة المسيح .
كهنة : لأننا فى الأصل كهنة هذا الكون ، نرفعه إلى الله فى تسبيح وشكر ، ولما سقطنا كنا فى حاجة إلى فاد يعيدنا إلى هذه الصفة . فنقدم إلى الله من على مذابح قلوبنا ذبائح الحمد والتسبيح ( مز 116 : 17 ، عب 13 : 15 ) ، ( مز 141 : 2 ) " عجول شفاهنا " ( هو 14 : 2 ) ، " ثمرة شفاة معترفة بأسمه " ( عب 13 : 15 ) مع ذبيحة القلب المنكسر ( مز 51 : 3 ) .
وهذا لا يلغى وجود الكهنوت الخاص ، أى وكلاء الأسرار الإلهية .
" هوذا يأتى مع السحاب " : نحن ننظره ، وكان آباؤنا أثناء الأضطهاد – بل قد تطرفوا فى انتظار الرب ظانين أن " ملكوت الله عتيد أن يظهر فى الحال " ( لو 19 : 11 ) ، واحتاجوا إلى رسالتى تسالونيكى لتصحيح هذا المفهوم الناقص ، " وستنظره كل عين " فمجىء السيد المسيح سيكون ظاهرا للعيان ، " والذين طعنوه " ... هنا أمران هامان :
الأول : هذه العبارة تؤكد أن يوحنا كاتب الأنجيل هو يوحنا كاتب الرؤى فهو الوحيد الذى حدثنا عن طعن السيد المسيح .
الثانى : وأن قيامة الأشرار ستكون مع قيامة الأبرار ، بدليل أن طاعنى السيد سيرونه فى مجيئه الثانى وهذا ما يدحض قول البعض أن الكنيسة ستخطف أولا ، ثم تأتى الضيقة ، ثم الملك الألفى ، ثم قيامة الأشرار ... إنها قيامة واحدة تحدث يوم مجىء المسيح الثانى .
" وينوح عليه جميع قبائل الأرض " تعبيرا عن رعبتهم من الدينونة العتيدة ومن المسيح المجيد الذى رفضوه ، " أنا هو الألف والياء " السيد يعلن عن نفسه فى مجده الأبدى ، أنه أصل وختام كل شىء ، فكل شىء محتوى فى اتساعه اللامحدود .
ثالثا : التكليف الإلهى ليوحنا ( 9 – 11 ) :
هنا يتحدث الرسول عن نفسه ( كأخ ) وهو نفس الأتضاع الذى ورثته الكنيسة عنه حين يدعو الأسقف الأغنسطس أخا أثناء سيامته " وشريك الضيقة " فهو يعانى نفس ىلآم الأضطهاد مثل أبنائه فى أفسس وغيرها ، وكلمة " الضيقة " فى الأصول اليونانية تعنى " الطحن أو السحق " تطحن القمح ليصير دقيقا نافعا .
وهو شريك أيضا فى ملكوت يسوع " فهذا رجاؤنا الذى لا يخيب ولا يختفى عن أعيننا ولهذا نصبر " . فالصبر مستحيل دون رؤية واضحة وعربون محسوس .
كما يوضح مكان إرسال الرسالة وهو بطمس وهو هناك لأجل كلمة الله ولكنه لا يحس أنه فى المنفى بل " فى الروح " .... كان ذلك فى يوم الرب ، أى يوم الأحد مشتاقا للقاء أبنائه لتعزيتهم فمنحه الرب هذه الرؤيا لتعزية الأجيال كلها .
" سمعت ورائى صوتا عظيما كصوت بوق " ، من ورائه رمزا لجلال التدبيرات الإلهية ووضوحها وحسمها .
وبدأ الرب يتكلم .. " أنا هو الألف والياء .. الأول والآخر .. والذى تراه أكتب فى كتاب وارسل إلى السبع الكنائس التى فى آسيا .. أفسس ، سميرنا ، برغامس ، ثياترا ، ساردس ، فيلادلفيا ، لاودكية " .
تكليف إلهى من فم الأبن الكلمة ، إلى يوحنا الحبيب ، ليوصل التوجيهات الإلهية إلى الكنائس المحلية ، وإلى الكنيسة العامة من خلالها ، بل إلى عصور متتالية سنكتشفها كلما أمعنا الفحص فى الرسائل الموجهة .
رابعا : المسيح المجيد وسط المنائر : ( 12 – 20 ) .
مشهد مجيد رآه يوحنا حين التفت لينظر " شبه أبن إنسان " فيسوع الآن فى جسد القيامة الروحانى يحمل ملامح الأنسان لكن فى مجد أخاذ .. يتمشى وسط " سبع منارات " رمز الكنائس السبع .. ويمسك بيده اليمنى " السبعة كواكب " أى أساقفة الكنائس السبع .
أما منظر الرب فهو مهيب ومجيد " متسربل بثوب إلى الرجلين " علامة الوقار والجلال والمهابة ، " ومتمنطق عند ثدييه بمنطقة من ذهب " وهى غير منطقة الحقوين التى ترمز إلى الأستعداد للعمل ، فمنطقة الصدر كانت للقضاة ، وهى من ذهب رمز البر .. إذن فالرب هو القاضى البار .
· "ورأسه وشعره أبيضان " علامة أزلية فهو قديم الأيام ( دا 7 : 9 ) .
· " عيناه كلهيب نار " فهو فاحص القلوب والكلى .
· " رجلاه شبه النحاس " رمز الصلابة والرسوخ والثبات .
· " صوته كصوت مياة كثيرة " إشارة إلى رهبة أنذاراته وجلال مقاصده المعلنة .
· " وفى يده اليمنى سبعة كواكب " أشارة إلى السبعة أساقفة فهم فى يمينه ، يسندهم بقوته ، ويسيطر عليهم بلاهوته .
· " وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه " أشارة إلى كلمة الله الحية الفعالة والأمضى من كل سيف ذى حدين ( عب 4 : 12 ) فهو يبتر المبادىء الشريرة وينخس القلب العتيق ويدين كل الرافضين والمستهترين .
· " ووجهه كالشمس " فهو " أبرع جمالا من بنى البشر " ( مز 4 : 2 ) وهو " شمس البر والشفاء فى أجنحتها " ( ملا 4 : 2 ) ، والشمس تحمل معنى الطهارة لأن النار تطهر وتعطى الأنارة لأن المسيح يدخلنا إلى الملكوت ، ومعنى الحياة فلا حياة بدون الشمس ، والدفء كالمسيح يدفئنا بروحه من برودة هذا الدهر .
وأمام هذا المشهد المهيب سقط يوحنا عند رجلى الرب كميت .. لكن الرب وإن عاد إلى مجده الأسنى إلا أنه لم يفقد حبه وحنانه .. لقد انحنى على يوحنا ، ولمسه بيده اليمنى الحافظة للكون وطمأنه قائلا : " لا تخف فأنا ما زلت فاديك المحب ...
" انا هو الأول والآخر " فهذه حقيقتى اللاهوتية ........
" أنا الحى وكنت ميتا " فهذه حقيقتى الفدائية .........
" وها أنا حى إلى الأبدين " فهذه حقيقتى الأبدية ........
" ولى مفاتيح الهاوية والموت " فأنا الإله الديان الأزلى .
ثم كلفه الرب بأن " أكتب ما رأيت " ( مشهد المسيح المجيد ) ....
" وما هو كائن " ( مشهد الكنائس على الأرض ) .......
" وما هو عتيد أن يكون بعد هذا " أى مشاهد المستقبل بروح النبوة ....
لا تخف إذن فالكنائس فى السماء " ذهبية " رمز البر ، والأساقفة فى يمين المخلص المقتدرة ، ويسوع نفسه فى وسطها يسند ويوجه ويحمى .
فلنسمع الآن ما يقوله الروح للكنائس .
الأصحاح الثانى
رسائل إلى أربعة كنائس
أتجاهات التفسير : رجاء مراجعة مقدمة تفسير الأصحاح الأول .
اولا : كنيسة أفسس : ( 2 : 1 – 7 ) .
أسقف هذه الكنيسة كان على الأرجح القديس تيموثاوس والكلام موجه إلى الكنيسة كلها وليس فقط إلى تيموثاوس الذى وصفه بولس بأنه " العامل معى " ( رو 16 : 21 ) و " الأمين فى الرب " ( 1 كو 4 : 17 ) ، " والأبن الصريح فى الأيمان " ( 1 تى 1 : 2 ) ، و " انسان الله " ( 2 تى 3 : 10 ) .
وكثيرا ما يكون حديث الرب للأب الراعى لكى يسمعه الأولاد فيصححوا مسارهم الخاطىء .
1- كما ذكرنا تشير الأفتتاحية إلى ضابط الكل ، الممسك السبعة كواكب ( الأساقفة ) والماشى وسط السبع منائر ( الكنائس ) .
2- وصف الحالة :
+ أعمال مقدسة وتعب وصبر فى الخدمة .
+ رفض للشر والأشرار .
+ اختبار لمدعى الرسولية والخدمة وكشف لهم .
+ بغضة أعمال النقولاويين اتباع نيقولاوس الذى يرى الشراح أنه كان يدعو إلى " الزواج على الشيوع " .
+ برودة بدأت تدب فى المحبة الأولى ، فمع أن العصر الرسولى انتشرت فيه المسيحية فى كل العالم إلا أنه لم يسلم من بعض الهراطقة مثل دعاة الردة إلى اليهودية ، ودعاة الخلاص بالمعرفة العقلانية أى الغنوسيين ودعاة النسك المنحرف وقمع الجسد ، ودعاة " عبادة الملائكة " وهكذا .
3- الرســـــالة :
" اذكر من أين سقطت وتب " فهناك نقطة نزل من عندها المنحنى ، يجب أن تدرس أين هى ؟ وما السبب فى فى بدء الأنحدار هذا ؟ وحين نكتشف أصل الداء يسهل العلاج ، أما إذا عرف الأنسان سر الأنحدار ولم يهتم بإصلاح حاله والعودة إلى محبته الأولى وتكريسه الأول فإن الله يهدده بأنه سيزحزح منارته من مكانها وبالفعل أين المسيحية الآن فى تركيا ؟ لقد انتهت منذ فترة طويلة وإلى يوم لا يعلمه إلا الله .
4- الوعد :
من يغلب سيأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله حيث يسوع الماشى وسط المناير السبعة .
ثانيا : كنيسة سميرنا ( 2 : 8 – 11 ) .
أسقف هذه الكنيسة كان هو القديس " بوليكاربوس " ( أى كثير الثمار " أسقف أزمير – وهو الذى استشهد حرقا بالنار سنة 169 م ، ويعتبر تلميذا مباشرا للرسول يوحنا ، وخادما ناريا ممتلئا محبة ، لما ثار الأضطهاد أصر تلاميذه على تهريبه ليرعاهم ويشددهم فرأى الوسادة تحترق تحته فى رؤيا فعرف أن الله يدعوه للأستشهاد حرقا بالنار ، وهكذا سلم نفسه للجند ورفض كل إغراءات الحاكم ، كما رفض أن يربطوه فى العمود الخشبى وسط كومة من الحطب وصلى وأحرقوه ، لكن النار كانت كشراع من حوله فلم يمسه سوء ، ولما أندهش الناس طعنه جندى بحربة استنزفت دماءه الغزيرة الطاهرة بقوة ثم انطفأت النار .
وصف عناصر الرسالة :
1- الأفتتاحية : من الأول والآخر ، الميت القائم حيا .... هذا تشجيع للمؤمنين على الموت حبا فى المسيح بكر الراقدين .
2- وصف الحالة :
+ لا نسمع كلمة تأنيب واحدة ، فهى كنيسة الشهداء ، كنيسة الحب الباذل حتى الموت .
+ أعمال مقدسة .
+ ضيقة كالطحن .
+ فقر مادى وغنى إيمان .
+ تجديف اليهود يحتملونه فى صبر .
+ الآم قادمة فى حلقات عشر حسب عدد أباطرة الرومان القساة من نيرون إلى دقلديانوس .
+ سجن ، بإيحاء من الشيطان .
3- الرسالة : " كن أمينـــــا إلى الموت " أى إلى حد الأستشهاد ، " فسأعطيك إكليل الحياة " فليس المهم حياة هذا الدهر بل الدهر الآتى .
4- الوعد : " من يغلب لا يؤذيه الموت الثانى " .. لأن الشهيد يموت الموت الأول الجسدى ، ولكنه لا يموت الموت الثانى الأبدى ، وهذا هو الأخطر .
ثالثا : كنيسة برغامس : ( 2 : 12 – 17 ) .
أسقف هذه الكنيسة كان يدعى على الأرجح " كاربوس " وهذا خليفة أنتيباس الأمين الذى كرز بأسم المسيح بأمانة فى رغامس الممتلئة من فعل الشيطان حيث دعيت " كرسى الشيطان " وإذ انتصر أنتيباس على الشيطان فى مواقع كثيرة كالكرازة والطرد من أجساد البشر هيج عليه الوثنيين فطرحوه فى إناء نحاس ، وأشعلوا النار تحته ليعذبوه حتى مات .
عناصر الرسالة :
(1) الأفتتاحية : من الذى له " السيف الماضى ذو الحدين " أى سيف الكلمة ، فهذه الكنيسة بها انحرافات كثيرة وتحتاج إلى سيف الكلمة .
(2) وصف الحالة :
+ أعمال مقدسة فى مكان نجس يسكنه الشيطان .
+ تمسك بأسم المسيح وعدم انكار للحق الإلهى رغم ضغوط العدو .
+ تقديم شهداء مثل أنتيباس الأمين .
+ البعض يعيشون حسب تعاليم بلعام الذى نصح بالاق أن يلقى معثرة أمام بنى إسرائيل ليتخلى عنهم الرب وهى أن يأكلوا مما ذبح للأوثان وأن يزنوا ( انظر سفر عدد 24 ، 25 ، 31 ، 2 بط 3 : 15 ) .
+ والبعض الآخر يتمسكون بتعليم نيقولاوس عن الزواج الجماعى .
(3) الرسالة : من يغلب سيأكل من المن المخفى ( المسيح فى السماء المن الحقيقى ) ويأخذ حصاة بيضاء ( كانت تعطى الظافرين كميدالية أو نيشان ) ويعطى إسما جديدا علامة أنه من خليقة جديدة ، من أولاد الله المرتبطين به
رابعا : كنيسة ثياترا : ( 2 : 18 – 29 ) .
كان أسقف هذه الكنيسة فى رأى البعض هو ايريناوس تلميذ بوليكاربوس الذى كان بدوره تلميذا ليوحنا الحبيب وكان ايرياوس غيورا فى محبته وخدمته ، ولكن الرسالة موجهة إلى الكنيسة ، أو إلى عصر الشكلية أو المظهرية الذى أتى فيما بعد .
...يتبع